موسم الهرولة إلى انجمينا، متى بدأ؟ وكيف بدأ؟ ولماذا بدأ؟ Dr Chérif Djako
الحلقة الثامنة:ـ
نواصل أو نتابع في هذه الحلقة موضوع تحليل الشخصيات من الفئة الثانية التي تتكون من: أدوما حسب الله والشيخ ابن عمر وأحمد حسب الله صبيان وآدم يعقوب ـ كوقو. كما تقدم في الحلقة السابقة.
الشخصية الثالثة التي تتحمل القدر الأكبر من المسئولية التاريخية من بين الفئة الثانية في تقديرنا هو السيد: أحمد حسب الله صبيان ـ فلماذا؟
السيد: صبيان ـ الذي كان يعد من أحد كوادر حركة ـ فرولينا ـ جناح الراحل: أصيل أحمد أخبش ـ في تنظيم ـ المجلس الديمقراطي الثوري ـ وبعد وفاة مؤسس التنظيم نازع ـ الشيخ ابن عمر ـ في القيادة كغيره من
كوادر التنظيم كما تقدم في السابق. خاصة انه ابن لشيخ قبيلة تعد من كبرى قبائل العربية في تشاد يعتقد انه خير من يخلف مؤسس الحركة في التنظيم.
وفي أواخر الثمانينيات انضم إلى حركة الرئيس ـ ديبي ـ في شرق تشاد للعمل معا ضد الرئيس السابق : حسين هبري وبعد وصول هذه الحركة إلى السلطة تقد السيد: أحمد حسب الله ـ كثير من المناصب في الدولة كشريك
في السلطة والحركة بقيادة الرئيس ـ ديبي ـ وكان آخر هذه المناصب سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية. حتى أواخر عام 2005م حيث اختلف مع رئيسه في موضوع تغيير الدستور لفتح المجال للرئيس ـ ديبي ـ
لحكم البلاد حتى آخر لحظة من حياته الممكنة وذلك لكتابة رسالته المفتوحة إلى أعضاء الحزب الحاكم أثناء انعقاد مؤتمر الحزب للاتفاق على تغيير الدستور تلبية لرغبات رئيسهم علما إن السيد: صبيان ـ لم يدعو
إلى هذا المؤتمر فربما لحاجة في نفس الرئيس ـ ديبي ـ مسبقا!؟
فبقي السيد: صبيان ـ معارضا للنظام في الولايات المتحدة حتى عاد إلى شرق تشاد في منتصف عام 2007م للنضال ضد النظام عسكريا ، وكان الكثيرون في المعارضة قد توقعوا الكثير من السيد: صبيان ـ للعمل من أجل
توحيد المعارضة بصفة عامة والتنظيمات العربية والمستعربة بصفة خاصة وذلك نظرا لمكانته الاجتماعية والثقافية والخبرة الإدارية في الدولة التشادية منذ فترة كبيرة.
ولكن يبدو إن الجميع خيب في توقعاته تلك حيث مضي السيد: صبيان هو الآخر كسابقيه لتكوين حركة عسكرية تسمي : جبهة الإنقاذ الجمهورية ـ على أساس عشائري ، وسحب جميع أقاربه من حركات الأخرى خاصة من تنظيم
السيد: عبدالواحد عبود مكاي ـ من أمثال السادة: عثمان حسب الله صبيان وعبد العزيز كزيمة الخ. ولكن لم يكتف بتأسيس الحركة ولكن دخل مع عبود في تنافس عشائري لا يمت إلى السياسة والساسة ، بصلة الأمر الذي
أدي إلى تعقيد الموقف برمته في المعارضة. وان فشل تنظيم ـ تحالف الوطني ـ بقيادة الجنرال نوري أعتقد يعود إلى ذلك التنافس بصورة من الصور ، حيث فشل ـ الجنرال ـ من إدارة تلك العلاقات التنافسية بشكل
حيادي وحاسم كما أشرت سابقا الأمر الذي أدى إلى شعور عبود أن الجنرال قد انحاز إلى صبيان وبالتالي انضم هو الآخر إلى معسكر المضاد وهو تيمان اردمي مما تم تقويض ـ التحالف الوطني ـ برمته في نهاية
المطاف.
فبالرغم من إن السيد: صبيان ـ قد كسب ثقة نوري بصورة جيدة ولكن عند أول اختبارهما دمرا كلما بناهما في فترة وجيزة أي عند اقتراح لتكوين تنظيم ـ اتحاد قوي المقاومة ـ برئاسة السيد: تيمان اردمي ـ من قبل
فريق الأصدقاء افترق الرجلان في البدء؟ حيث الجنرال وافق على الاقتراح بدون استشارة صبيان أو على الأقل لم ينل من موافقته بينما ـ صبيان ـ رفض الاقتراح جملة وتفصيلا بشدة بل قال: انه يفضل العمل مع ديبي
ولا ـ تيمان اردمي ـ وكان ذلك نقطة الفراق بين الجنرال وصبيان سفيري الدولة التشادية السابقين في عهد الرئيس ـ ديبي ـ فهذا الرجل الذي تطارده شائعات كثيرة من فترة غير قصيرة كان صادقا مع نفسه هذه
المرّة حيث عاد إلى انجمينا مرّة أخرى بوساطة ليبية مع الجزء الأكبر من تنظيمه بعد أن انقسم التنظيم إلى ثلاث تنظيمات أي الأول برئاسته هو، والثاني برئاسة السيد: ملازم الطيارـ الملازم إسماعيل ـ
والثالث بقيادة السيد: جعفر. والأخيران مازالا في المعارضة وكذلك مع المنشقين عن صديقه السابق جنرال نوري وعلى رأسهم عيسى موسى تامبلا ، حيث تفككت هذه المجموعة التي عاد بها إلى النظام فور العودة إلى
انجمينا.
أمّا من حيث الشائعات الكثيرة منها:ـ
ـ انه كان قد خدعه الرئيس ديبي حيث وعده بأنه سوف يقوم بدعمه لترشيحه للرئاسة الجمهورية التشادية بعد انتهاء فتراته المحدودة دستوريا من حق الترشيح للرئاسة على خلفية ذلك الوعد لم يتم دعوته لحضور مؤتمر
الحزب الذي يقرر فيه تعديل الدستور لصالح الرئيس ديبي بل هناك من يقول إن قرار تعيينه كسفير في أمريكا كان بقصد استبعاده من الساحة السياسية التشادية من قبل الرئيس ديبي بسبب ذلك الوعد
ـ هناك شائعات مالية حول بيع مبنى السفارة التشادية في واشنطن؟ ولكن المرء يتساءل هل ذلك مكيدة من الرئيس ديبي ضد الرجل بقصد تشويه سمعته كذريعة لاستبعاده من الساحة السياسية؟
ـ هناك استمرارية لشائعات من هذا النوع حتى بعد العودة تفيد بأنه لم يقم بتوزيع الأموال التي وجد من السلطة وفق الاتفاقية مع النظام على مجموعته التي عادت معه إلى النظام ونتساءل أيضا، هل إن النظام
أيضا وراء هذه الشائعات لغرض في نفسه ضد الرجل؟
وعلى كل حال إن الزعيم: أحمد صبيان ـ كما يقول المصريون ـ صام ثم فطر على بصلة! وكان بإمكانه أن يعمل الكثير ولكنه لم يقم بذلك فعاد إلى النظام الذي يعرفه كثيرا من أي أحد غيره وفتح الباب على مصراعيه
للهرولة إلى انجمينا.
محمد شريف جاكو
وللحديث بقية